ممثلة كوميدية من طراز خاص، إستطاعت أن تنتزع الضحكة من جمهورها بتلقائيتها وبساطتها. إشتهرت بـ"ماما مايسة" في "يوميات ونيس"، وقدمت العديد من الأعمال في الدراما التلفزيونية والمسرح والسينما أيضاً. كونت ثنائياً فنياً مع الممثل المصري محمد صبحي في إحدى الفترات، هي الممثلة المصرية سعاد نصر .
حلمت بالصحافة وكرم مطاوع إكتشفها كفنانة كوميدية
في الثاني عشر من آذار/مارس عام 1953 ولدت سعاد نصر عبد العزيز في حي شبرا، وكانت تحلم بأن تكون صحافية لكنها قررت أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه في عام 1975. كان مشهد تخرجها تراجيدياً في قصة "ياسين وبهية" مما أعلن عن ولادة ممثلة قوية، لكنها اتجهت للكوميديا بعد أن اكتشف موهبتها الفنان كرم مطاوع مع العلم أنها كانت تفضل التراجيديا.
سينما ومسرح ودراما وصاحبة نجاح مع محمد صبحي
تنوعت أعمال سعاد نصر بين السينما والدراما التلفزيونية والمسرح، فقدمت في السينما أفلاماً مثل "حمام "الملاطيلي" و"شقة في وسط البلد" و"من بلا خطيئة" و"امرأة بلا قلب" و "ولا عزاء للسيدات و"المتوحشة" و"الغيرة القاتلة" و"حدوتة مصرية" و"بيت القاضي" و"القط أصله أسد" و"الفول صديقي" و"الحب في غرفة الإنعاش" و"الضائعة" و"البداية" و"حب فوق السحاب" و"عليش" "و"المزاج" و"اللي رقصوا على السلم" و"عتبة الستات.
وشاركت مع محمود عبد العزيز في بطولة "أبو كرتونة" و"خليل بعد التعديل"، ورشحها المخرج الراحل محمد خان لتقدم فيلم "فارس المدينة".
حققت ثنائياً ناجحاً مع محمد صبحي، جعلها تحصل على فرص البطولة المطلقة في أعمال مثل "فيلم "هنا القاهرة" عام 1985، وقدما في العام نفسه مسرحية "الهمجي" ومسلسل "رحلة المليون و"يوميات ونيس" وهو العمل الأشهر في مسيرتها.
تابعت عطائها مع الجيل الجديد، فقدّمت سعاد نصر "جواز بقرار جمهوري" و"العاصفة" و"صايع بحر" و"خريف آدم" و"الحياة منتهى اللذة" و"علي سبايسي"، وفيلم قصير بعنوان "اليائسون لا يفوزون" عام 2005 .
في الدراما التلفزيونية شاركت بأعمال مهمة، مثل "جحا المصري" و"الليل وآخره" و"مشوار امرأة "و"هند والدكتور نعمان" و"أحلام عادية" و"الكابتن جودة.
وفي المسرح شاركت سعاد نصر في مسرحية "الشحاتين وملك الشحاتين" و"البراشوت" و"الجمبازي" و"حظ "نواعم"، وقدمت مع أحمد بدير بطولة مسرحيتي "جوز ولوز" و"تكسب يا خيشة .
تزوجت مرتين وإنفصلت لإختلاف الطباع
تزوّجت سعاد نصر مرتين، الأولى كانت من الممثل أحمد عبد الوراث وأنجبت منه طارق وفيروز، ولكنهما إنفصلا لإختلاف الطباع بينهما، وتزوجت بعدها للمرة الثانية من مهندس البترول محمد عبد المنعم، الذي أكملت معه حياتها.
وفاتها وحلم تحول إلى حقيقة
في عام 2006 قررت سعاد نصر أن تخضع لجراحة شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ولكنها دخلت في غيبوبة بعد إعطائها جرعة مخدر تمهيداً للعملية، ونتج عنها غيبوبة كاملة إستمرت لمدة عام كامل، قبل أن تعلن وفاتها في الخامس من كانون الثاني/يناير عام 2007، نتيجة هبوط في الدورة الدموية.
وكان الشيخ سيد حمدي قال إن سعاد نصر إتصلت به في 26 كانون الأول/ديسمبر عام 2005، من أجل أن تستشيره في حلم، وهو أنها شاهدت حذاء منزلها يسقط ورأت والدها المتوفي يرجعه إليها، وإصطحبها إلى غرفة ضيقة وجلست معه سبعة أيام، وقالت له "يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة"، وذلك قبل دخولها المستشفى بيوم.
وصيتها لزوجها
إستفاقت سعاد نصر أثناء الغيبوبة لمدة خمس دقائق، وتحدثت لزوجها محمد عبد المنعم، الذي روى أنها أوصته بأن يسارع في دفنها، وأن يبقى أهلها لمدة ساعة كاملة أمام قبرها للدعوة لها بالرحمة، ودعت قائلة: "ربنا توفني مع الأبرار"، وعادت بعدها لتدخل في غيبوبة، ثم فارقت الحياة.